بمناسبة عيد القيامة المجيد
وَبَعْدَ السَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ.وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ، لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ.وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ، وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ.فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ.فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ : «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ.لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ. متى (28: 1-6).
حضور الله في هذه الزلزلة العظيمة بنزول ملاك الربَّ من السماء ودحرج الحجر الكبير عن باب القبر ليعلن الرب غير موجود في داخل القبر، القبر الفارغ وحضور الله ماهو الا علامة واشارة ودرس للبشر، لا لسلطان الموت على البشرية.
أخواني وأخواتي الإعزاء، نحن اليوم تمر علينا بشرى قيامة المسيح من بين الاموات، هذه البشرى هي محور وخلاصة الإيمان المسيحي، وإلا يعتبر ايماننا باطل، وكما قال بولس الرسول في رسالته الى اهل كورنثوس الاولى "وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم"( 1كور 15: 14).
يرينا الله مخططه الخلاصي بإنتصاره على ظلام الموت وأمات الموت بموته، لكل سبب نتيجة لكن نتيجة القائم قوة إلهية وجواباً لسلطان الظلام وإفشال مخططات إبليس الرذيلة، فالقيامة حصلت تاريخياً وواقعياً وإيمانياً. أي بمعنى تاريخياً: في زمن الحاكم بيلاطس البنطي وهيرودس الذي حكم على يسوع بالصلب. واقعياً: شخصية يسوع القائم ليس بخيال او وهم. أيمانيا: ترأى للتلاميذ بعد قيامته من القبر وهم شهودٍ على قيامته.
أحبائي الإيمان بالقيامة ينبع من اعماق حبكَ لشخص المسيح الفادي الذي بذل دمه وحياته لأجل العالم، نحنُ اليوم في جدلية وتناقض كبير: رغم قيامة المسيح نعيش في مخاوف كثيرة وافكار مقيدة توحي بعدم قيامة القائم في حياتنا. لذالك إذا لم نغير قلوبنا وافكارنا لن نقدر أن نعيش القيامة في حياتنا!. الله يريد منا نحن المؤمنين بالمسيح يسوع أن نكشف أعماق إيماننا في الظاهر ايضاً من حيث حبنا لله وللإنسان الآخر ورفع الحجر عن قلوبنا لنتمكن من عيش عيد القيامة بكامل إيماننا المسيحي، وليس بشكل روتيني يمر العيد علينا مرور الكرام! سؤالي فأين نحن من هذه القيامة؟.الجواب لي ولكم...
آميين.
ياربنا وإلهنا يسوع المسيح القائم إتحد مع أبنائك في قيامتك المجيدة، ليس لدينا سواك فأنت ملجأنا وخلاصنا الأبدي لكَ الملكَ والقوة والمجد الى أبد الآبدين ... آمييين.
" الموت ابتلعه النصر .. أين نصرك يا موت"
قام المسيح .. حقاً قام قيامة
بقلم مهند القيصر


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق